فصل: التاريخ وما قيل في معناه

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أدب الكتاب ***


اللغة في دعاء المكاتبة

التأييد في اللغة التقوية‏.‏ والأيد القوة، قال الله عز وجل‏:‏ ‏"‏بنيناها بأيد‏"‏ أي بقوة‏.‏ فإذا قال‏:‏ وأيدك، فكأنه قال‏:‏ قواك‏.‏ فإذا قالوا‏:‏ وتأييده وكلاءته، فإنما قولون وحفظه‏.‏ وفلان يكلأ القوم يحفظهم، فهو كالئ لهم‏.‏ فإذا قالوا‏:‏ وزاد في إحسانه وآلائه لديك‏.‏ فإن الآلاء النعم، واحدها إلى وألى مثل عنب وأعناب‏.‏ قال الله عز وجل‏:‏ ‏"‏فبأي آلاء ربكما تكذبان‏"‏ أي فبأي نعمه لما عدد في سورة الرحمن نعمه على عباده، أتبع كل نعمة بذلك توبيخاً لمن كفر به، وجحد نعمه‏.‏ فإذا قالوا‏:‏ ‏"‏وأدام عزك‏"‏ فإن العز ضد الذل وأصله المنعة، وعز الشيء إذا امتنع وهو من قولهم‏:‏ أرض عزاز إذا كانت صلبة وقولهم ‏"‏من عز بز‏"‏ أي من غلب سلب، لأنه يقال بزه كذا أي أخذه منه‏.‏

قال الصولي‏:‏ ودخلت يوماً على بعض الوزراء، وهو يقرأ كتاباً، من عامل له، فمر فيه على ‏"‏قد علم الله نصحي واجتهادي وإيالتي‏"‏ فقال ما معنى إيالتي‏؟‏ قلت يريد حسن قيامي‏.‏ حدثنا أحمد بن يحيى ثعلب قال‏:‏ سمعت ابن الأعرابي يقول‏:‏ سمعت العرب تقول‏:‏ آل ايلة فلان يؤولها أو لا وإيالة إذا كان حسن القيام عليها‏.‏

فأما قولهم‏:‏ وجميل بلائه لديك، فإني سمعت أبا العباس أحمد بن يحيى ثعلب وقد سئل عن بيت زهير‏:‏

رأى الله بالإحسان ما فعلا بكم *** فأبلاهما خير البلاء الذي يبلو

فقال المعنى رأى الله إحسانهما فصنع إليهما خير الصنيع الذي يبتلي به عباده لأنه يبتلي بالخير والشر والصحة والسقم‏.‏ قال محمد بن يحيى الصولي‏:‏ وقال أبو عبيدة‏:‏ فاختبرهما بخير ما يختبر به لا بشره، لأن الابتلاء عنده الاختبار، ومنه ‏"‏لنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين‏"‏، أي ولنختبرهم، وقد علم ذلك عز وجل كيف يكون، ولكنه يريد أن يقع منهم فعل له يقع عليه الجزاء والعقاب، لأنه لا يعذب على علمه ماذا فعلوا، فقد علم كيف كان، وعلمه عز وجل سواء فيما يكون وفيما كان إلا أنه لا يوجب الجزاء للعباد، وعليهم على ما يعلم منهم من إحسان وإساءة إلا بعد وقوع الفعل من العباد‏.‏

وسئل محمد بن يزيد النحوي عن قول العجاج في الثور‏:‏

وفي الحجوز وفتى الولي *** ونية حيث انتوى منوي

فقال‏:‏ يريد الدعاء له كأنه يكون بمكان فيه وسمي ثم يأتي الولي‏.‏ ونية يريد وجهة يفتقدها الثور حيث انتوى توجيه منوى، أراد حين ذهب فأي مصرف فاعلاً إلى مفعول فيريد رزق تبناً بهذا المطر حيث توجه إما دعاء له وإما إخبار عنه وعن حاله، فكان هذا عندي مما تفرد بالقول فيه حتى أنشدنا أحمد بن يحيى ثعلب بعد ذلك للأعشى أعشى شيبان‏:‏

يا عمرو اقصد نواك الله بالرشد *** وأقر السلام على الإبقاء والقصد

وبك عيشاً تولى بعد جدته *** طابت أصائله في ذلك البلد

فقيل له‏:‏ ما معنى نواك الله‏؟‏ فقال‏:‏ رعاك الله الرشد حين انتويت وحين نويت، فصح ذلك عندي، وعلمت أنه من كلام العرب‏.‏

ومن ملح ما قيل في ‏"‏مت قبلك‏"‏ ما حدثنا به المبرد قال‏:‏ كنت عند أبي العباس بن ثوابة، فوردت عليه رقعة البحتري وفيها‏:‏

اسلم أبا العباس واب *** ق ولا أزال الله ظلك

وكن الذي يحيا لنا *** أبداً ونحن نموت قبلك

لي حاجة أرجو لها *** إحسانك الأوفى وفضلك

والمجد مشترط علي *** ك قضاءها والشرط أملك

فلئن كفيت مهمها *** فلمثلها أعددت مثلك

فكتب إليه‏:‏ قد قضاها الله، ولو أفنيت المال، وهدمت الحال‏.‏

التاريخ وما قيل في معناه

تاريخ كل شيء غايته ووقته الذي ينتهي إليه، ومنه فلان تاريخ قومه في الجود أي الذي انتهى إليه ذلك‏.‏

وسئل بعض أهل اللغة ما معنى ذلك فقال‏:‏ معنى التأخير‏.‏ وقال آخر هو إثبات الشيء‏.‏ ويقال‏:‏ ورخت الكتاب توريخاً لغة تميم، وأرخته تأريخاً لغة قيس‏.‏ وتاريخ وتاريخان وتواريخ‏.‏ وأرخ كتابك هذا وورخه‏.‏

ولكل نبوة ومملكة تاريخ‏:‏ فأما العرب فكانوا يؤرخون بالنجوم قديماً؛ وهو أصل، ومنه صار الكتاب يقولون‏:‏ نجمت على فلان كذا حتى يؤديه في نجوم‏.‏ وأنجمة جمع نجوم‏.‏ والعرب تخص بالنجم الثريا، يقولون إذا طلع النجم يريدون الثريا ومنه قولهم‏:‏

طلع النجم غديه *** فابتغى الراعي كسيه

والنجم بعد هذا سائر النجوم يدل الواحد على جميعها، كما يقال‏:‏ أهلك الناس الدينار والدرهم يراد الجنس‏.‏ وعلى هذا قرأ أبو عمرو بن العلاء‏:‏ ‏"‏وسيعلم الكافر لمن عقبى الدار‏"‏، والنجم ما نجم من النبات، ومن الرأي ما ظهر وهو غير هذا‏.‏

وكانت العرب تؤرخ بكل عام يكون فيه أمر مشهود متعارف، فأرخوا بعام الفيل، وفبه ولد النبي صلى الله عليه وسلم، وكان في السنة الثامنة والثلاثين من ملك كسرى أنو شروان‏.‏

وأرخت العرب بعام الخنان لأنهم تماوتوا فيه، وعظم عندهم أمره فقال النابغة الجعدي‏:‏

فمن يك سائلاً عني فإني *** من الشبان أيام الخنان

مضت مائة لعام ولدت فيه *** وعشر بعد ذاك وحجتان

وأرخت قريش بموت هشام بن المغيرة المخزومي لجلالته فيهم، ولذلك قال شاعرهم‏:‏

وأصبح بطن مكة مقشعراً *** كأن الأرض ليس بها هشام

وروي عن الزهري والشعبي، أن بني إسماعيل أرخوا من نار إبراهيم عليه السلام إلى بنائه البيت، حين بناه مع إسماعيل، وأن بني إسماعيل أرخوا من بنيان البيت إلى تفرق معد‏.‏ ثم كانوا يؤرخون بشيء شيء إلى موت كعب بن لؤي‏.‏ ثم أرخوا بعام الفيل إلى أن أرخ عمر بن الخطاب رضي الله عنه من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

وكان سبب ذلك أن أبا موسى كتب إليه‏:‏ إنه يأتينا من قبل أمير المؤمنين كتب ليس لها تاريخ، فلا ندري على أيها نعمل‏.‏ وروي أيضاً أنه قرأ صكاً محله شعبان‏.‏ فقال‏:‏ أي الشعابين الماضي أم الآتي‏؟‏ فكان سبب التأريخ من الهجرة، بعد أن قالوا‏:‏ نؤرخ بعام الفيل، وقالوا‏:‏ من المبعث، ثم أجمع الرأي على الهجرة‏.‏ وقالوا ما يكون أول التاريخ‏؟‏ فقال بعضهم‏:‏ شهر رمضان، وقال بعضهم‏:‏ رجب فإنه شهر حرام والعرب تعظمه، ثم أجمعوا على المحرم، فقالوا‏:‏ شهر حرام وهو منصرف الناس من الحج‏.‏ وكان آخر الأشهر الحرم فصيروه أولاً لأنها عندهم ثلاثة سرد ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، والفرد رجب، فكانت الأربعة تقع في سنتين، فلما صار المحرم أولاً وقعت في سنة‏.‏

قال الصولي وسألت أبا ذكوان عن أرخت وورخت‏.‏ فقال‏:‏ مثله أكدت الأمر تأكيداً، ووكدته توكيداً لغة تميم، وبها نزل القرآن‏:‏ ‏"‏ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها‏"‏‏.‏ وأما التاريخ بلغة قيس فهو الذي يستعمله الناس، وأما التواريخ لغة تميم فما استعمله كاتب قط، وإن كانت العرب تتكلم به‏.‏

وغلبت العرب الليالي على الأيام في التاريخ، لأن ليلة الشهر سبقت يومه ولم يلدها وولدتهن ولأن الأهلة لليالي دون الأيام، وفيها دخول الشهر، وما ذكرهما الله عز وجل إلا قدم الليالي قال الله تعالى‏:‏ ‏"‏سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما‏"‏‏.‏ وقال‏:‏ ‏"‏يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل‏"‏‏.‏ وقال جل اسمه‏:‏ ‏"‏سيروا فيها وأياماً آمنين‏"‏‏.‏

والعرب تستعمل الليل في الأشياء التي يشاركها فيها النهار دون النهار، لاستثقالهم الليل فيقولون‏:‏ أدركني الليل بموضع كذا لهيبته‏.‏ وقال النابغة‏:‏

فإنك كالليل الذي هو مدركي *** وإن خلت أن المنتأى عنك واسع

وقالوا‏:‏ صمنا عشراً من شهر رمضان، وإنما الصوم للأيام، ولكنهم أجازوه إذ كان الليل أول شهر رمضان‏.‏ وأنشد أبو عبيدة‏:‏

فصامت ثلاثاً من مخافة ربها *** ولو مكثت خمساً هناك لصلت

وأما الشهور فإنها كلها مذكرة، إلا جمادى الأولى وجمادى الآخرة‏.‏ ويكتبون من شهر كذا إلا في ثلاثة أشهر، يكتبون في شهر رمضان لقول الله عز وجل‏:‏ ‏"‏إن كنتم تعلمون شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن‏"‏‏.‏ويقولون‏:‏ في شهر ربيع الأول وشهر ربيع الآخر، لأن الربيع وقت من السنة، فخالوا إذا قالوا‏:‏ من ربيع ولم يذكروا الشهر أن يظن أنه من الوقت‏.‏ قال الراعي‏:‏

شهري ربيع ما تذوق لبونهم *** إلا حموضاً وخمةً وذويلاً

كل ما انكسر واسود من النبت فهو ذويل‏.‏ فإذا رأوا الهلال أول ليلة كتبوا ‏"‏وكتب ليلة الجمعة غرة كذا ومستهل شهر كذا ومهل شهر كذا‏"‏، لأنهم يقولون‏:‏ استهل الهلال، وأهل الهلال، ولا يقولون‏:‏ هل ولا أهل ولا استهل، ومن قال ذلك فقد أخطأ‏.‏

والاستهلال الصوت والصياح، ومنه استهلال الصبي صياحه وبكاؤه إذا ولد‏.‏ فلما كانوا يكبرون عند رؤية القمر كل أول ليلة من الشهر وفي أول سائر الشهور لقربهم بمضي الخارج من وقت الحج، وسرورهم بالموسم، نسبوا الرؤية إلى فعلهم فقالوا‏:‏ استهل وأهل، وسموا القمر هلالاً لهذا المعنى‏.‏

وأهل مكة يجتمعون ويوقدون النار ويلعب ولدانهم وعبيدهم عندها كل أول ليلة، من سائر الشهور، إلى وقتنا هذا لفرحهم بقرب وقت الحج‏.‏

ويكتبون ليلة الإهلال لغرة كذا ولا يكتبون لليلة خلت، ولا لليلة مضت إلا من الغد لأن الليلة قد مضت‏.‏ وإن كتبوا يوم الجمعة قالوا‏:‏ أول يوم شهر كذا، ولا يكتبون مستهل ولا مهل لأن الهلال إنما يرى بالليل‏.‏ ويكتبون في اليوم الثاني لليلتين مضتا، فإذا جاز ذلك، كتبوا لثلاث خلون وأربع مضين، وكتبوا لثمان خلون فيحذفون الياء ويثبتون الألف في الخط‏.‏

فإذا أضافوا الليالي أثبتوا الياء للإضافة، لأنه لا يكون تنوين مع إضافة وإنما سقط الياء للتنوين، فيسقطون الألف عند ذلك في الخط، فيكتبون لثمان ليال، ومنهم من يثبتها‏.‏ وسنذكر ذلك في موضعه إن شاء الله تعالى‏.‏

وإنما أنثوا إلى قولهم‏:‏ لعشر خلون، لتقدم الليالي على الأيام كما ذكرت، فإذا جاوز العشر قالوا‏:‏ لإحدى عشرة ليلة خلت ومضت ولاثنتي عشرة ليلة‏.‏ وإنما قالوا‏:‏ ههنا خلت ومضت لأن الترجمة بليلة فوحدوا الفعل لذلك‏.‏ ويكتبون‏:‏ لخمس عشرة ليلة خلت، وإن شاؤوا كتبوا‏:‏ للنصف من شهر كذا، ولا يكتبون لخمس عشرة ليلة بقيت، كرهوا ذلك لأنه شبيه الاستثناء، ولا يكون إلا أقل مما استثني منه، ولكن يكتبون بعد النصف بيوم‏:‏ لأرع عشرة ليلة بقيت‏.‏ وقد كره أهل الورع ذلك، لأنهم لا يدرون كم بقي لنقصان الشهر وتمامه فيكتبون‏:‏ لإحدى وعشرين ليل خلت، والكتاب على غير هذا‏.‏ فإذا كان آخر ليلة من الشهر كتبوا‏:‏ سلخ كذا لأنهم يقولون‏:‏ انسلخ الشهر انسلاخاً، وسلخت أشهر كذا سلخاً وسلوخاً‏.‏ ولو كتب كاتب في ربيع الأول ولم يقل في شهر، أو في رمضان ولم يقل في شهر، جاز وليس بالمختار‏.‏ قال الشاعر‏:‏

جارية في رمضان الماضي *** تقطع الحديث بالإيماض

ولا يدخلون في شهر من الشهور الألف واللام إلا في المحرم لأنه أول السنة فعرفوه لذلك كأنهم قالوا‏:‏ هذا الذي يكون أبداً أول السنة‏.‏ ولا يكتبون‏:‏ لليلة بقيت وأنت فيها كما لم يكتبوا‏:‏ لليلة خلت وأنت فيها‏.‏

والعرب تسمي أول ليلة من الشهر ليلة البراء لتبرء القمر من الشمس، ويسمونها النحيرة، لأن الهلال نحرها، أبي رؤي في نحرها وأولها‏.‏ قال ابن أحمر‏:‏

ثم استمر عليها واكف همع *** في ليلة نحرت شعبان أو رجبا

نحرت شعبان كان في نحره وصدره لأنها أوله كما نحرها الهلال إذا رؤي في أولها، ونحيرة فعيلة من نحرت مثل قتلت فهي قتيلة‏.‏

قال بعض الكتاب‏:‏ التاريخ عمود اليقين، ونافي الشك، وبه تعرف الحقوق وتحفظ العهود‏.‏

قال‏:‏ ولا يقع التاريخ في شيء من الكتب السلطانية من رئيس أو مرؤس إلا في أعجاز الكتب‏.‏ وقد يؤرخ النظير والتابع ما خلص من الكتب في صدورها‏.‏

وقيل‏:‏ الكتاب بغير تاريخ نكرة بلا معرفة، وغفل بغير سمة‏.‏ قال بعض الشعراء في تاريخ وفاة‏:‏

وكان يؤرخ علم القرو *** ن فها هو ذا اليوم قد أرخا

فأما الذي يروي للمستوغر بن ربيعة فهو قوله - وهو عجيب من العمر في مثل زمانه‏:‏

ولقد سئمت من الحياة وطولها *** وازددت من عدد السنين سنينا

مائة أتت من بعدها مائتان لي *** وازددت من عدد الشهور مئينا

هل ما بقي إلا كما قد فاتنا *** يوم يكر وليلة تحذونا

ويقال‏:‏ سبت وسبتان وأسبت وسبوت وأسبات وأسابت وأسابيت‏.‏ وأحد وأحد وأحدان وأحاد وآحاد وأحدات‏.‏ واثنين واثنايان وأثان وأثانين‏.‏ وثلاثاء وثلاثاوان وثلاثوات‏.‏ وأربعاء وأربعاوان وأربعاوات‏.‏ وخميس وخميسان وأخمسة وخميسات‏.‏ وجمعة وجمعتان وجمع وجمعات‏.‏

ومحرم ومحرمان ومحرمات ومحاريم ومحارم، وصفر وصفران وصفرات وصفارى وأصفار وصفارين، وربيع وربيعان وربيعات وأرابيع، وتقول‏:‏ شهر ربيع وشهرا ربيع وأشهر ربيع، وجمادى وجماديان وجماديات، ورجب ورجبان ورجبات وأرجبة وأرجاب وأرجب وأراجيب ورجائب ورجابي‏.‏ وشعبان وشعبانان وشعبانات وشعابين‏.‏ ورمضان ورمضانان ورمضانات وأرمضة وأرامضة وأراميض ورماضى ورماضين، وشوال وشوالان وشوالات وشواويل، وذو القعدة وذوا القعدة وذوات القعدة وذوو القعدة، وذو الحجة مثله‏.‏

وتقول‏:‏ أكريت الدار مشاهرة ومسانهة ومياومة ومناهرة وملايلة ومساوعة من الساعات‏.‏

قال أبو بكر محمد بن يحيى‏:‏ حدثني محمد بن سهل الأحوال ابن أبي يوسف قال‏:‏ سمعت ابن إسرائيل يذكر قلة مدة الوزراء فقال‏:‏ كان هذا الأمر مزامنة، ثم صار معاومة، ثم صار مشاهرة، ثم صار مياومة، ثم صار مسا وتلجلج ثم قال‏:‏ مساعات، وأخطأ أراد مساوعة فلم يفهم‏.‏

الترجمة في المكاتبة

أصل هذه اللفظة فارسية، وكذلك الترجمان، وقد تكلمت بها العرب بعد ذلك وعربتها‏.‏ وإنما ذكرتها ههنا لأني أحب أن لا يصفر كتابي هذا من شيء يحتاجه الكاتب‏.‏ فأنا الآن أعمل منها باباً أقربه جهدي على من يريد معرفته ليعلم كيف وجه الترجمة، فيعمل منها بعد هذا ما أراد‏.‏

وهي شبيهة بالمعمى وهو ما يكنى من الشعر كأن يسمي الألف فاختة، والباء صقراً، والتاء عصفوراً ثم يردد الحروف على هذا وترجمت له الأمر أوضحته له‏.‏

فحروب الله تعالى ب ت ث تسعة وعشرون حرفاً أولها الألف، وهي همزة لأنه لا يبتدأ إلا بمتحرك والألف ساكنة لا تتحرك‏.‏

وقال أحمد بن يحيى‏:‏ من أجل ذلك قالوا بعد أن أتوا بالألف واللام ليعملوا أن هذه هي الألف الحقيقية، وهي التي تقع في آخر حتى ومتى وفي حياة وزكاة‏.‏ فالحروف مع هذه تسعة وعشرون، ومنازل القمر في كل شهر ثمانية وعشرون منزلاً، ثم يستتر ثم يستهل، فجعلت القمر تماماً ليكمل تسعة وعشرين منزلاً بإزاء كل حرف منزل‏.‏

حدثني عون بن محمد الكندي قال‏:‏ حدثنا العباس بن هشام بن محمد بن السائب الكلبي، عن أبيه، عن جده، عن أبي صالح، عن ابن عباس أنه قرأ‏:‏ ‏"‏والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم‏"‏‏.‏ فقال‏:‏ هي ثمانية وعشرون منزلاً ينزل القمر كل ليلة منزلة منها وهي‏:‏ الشرطان، والبطين، والثريا، والدبران، والهقعة، والهنعة، والذراع، والنثرة، والطرف، والجبهة، والزبرة، والصرفة، والعواء، والسماك، والغفر، والزباني، والإكليل، والقلب، والشولة، والنعائم، والبلدة، وسعد الذابح، وسعد بلع، وسعد سعود، وسعد الأخبية، والفرغ المقدم، والفرغ المؤخر، وبطن الحوت، والقمر‏.‏ فأتممتها بالقمر، حتى ساوت الحروف‏.‏

فإذا أردت أن تكتب ‏"‏أنا‏"‏ كتبت‏:‏ ‏"‏الشرطان، سعد الأخبية، الشرطان‏"‏‏.‏ فإذا أردت أن تتبعها بإليك،كتبت‏:‏ ‏"‏الشرطان، سعد بلع، القمر، سعد الذابح‏"‏‏.‏ فقس على هذا جميع ما يرد عليك إن شاء الله‏.‏